%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%85%20%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1%20%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%84%20%D8%B4%D9%85%D8%B3 - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني


مساء اليوم الاربعاء في مجدل شمس
شتاء معتم ينتظر مجدل شمس
نبيه عويدات – 07\11\2007
انقطع التيار الكهربائي في مجدل شمس مساء اليوم ثلاث مرات متتالية واستمر آخرها قرابة الساعة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل ريتم الحياة الصاخب في البلدة، فأغلقت معظم المصالح والمحال التجارية أبوابها مبكراً، بعد أن تعذر متابعة العمل بسبب الظلام. بعض المحال أشعلت الشموع أو استخدمت المصابيح العاملة على الغاز الطبيعي والبطاريات حتى تتمكن من الاستمرار بتقديم الخدمة للزبائن.

مواطن يجهز مصباحاً على الغاز استعداداً للقادم

وتأتي حادثة اليوم لتنذر بشتاء معتم لسكان البلدة، خاصة وأن انقطاع التيار الكهربائي بات يتكرر يشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة. فشبكة الكهرباء الضعيفة أضحت غير قادرة على تزويد البلدة بالتيار اللازم، لأنها لم تجار النمو الحاصل في البنيان في السنوات الأخيرة، فأصبح انقطاع التيار الكهربائي ظاهرة اعتيادية.
ويقول بعض الأخصائيين من أبناء البلدة أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم التخطيط الاستراتيجي للشبكة، وأن بناءها تم بشكل اعتباطي وتلبية آنية للاحتياجات الملحة للسكان، دون أن تكون هناك أي دراسة جدية لاحتياجات الشبكة وسبل تطويرها. ويعزو هؤلاء الأمر إلى غياب أصحاب الاختصاص في المجلس المحلي القادرين على بحث ودراسة الشبكة وملاءمتها لاحتياجات البلدة ونموها الطبيعي.
ويقول المواطنون أن كل عاقل كان بإمكانه تنبؤ حدوث المشاكل في الشبكة، وأن الحد الأدنى من المسؤولية كان يلزم المجلس المحلي بإيجاد حلول منذ مدة، وعدم ترك الأمور تصل إلى ما آلت إليه. والسؤال الذي سيطرح نفسه الآن هو كيف ستجتاز البلدة الشتاء بسلام. فنحن لا زلنا على أعتاب الشتاء ويحدث ما يحدث من انقطاع في التيار، فكيف سيكون الحال عندما يشتد الطلب على الكهرباء من أجل الإنارة والتدفئة في ليالي الشتاء الطويلة، المعتمة والباردة؟!
ولعل <ما زاد الطين بلة> هو انتقال المواطنين للاعتماد على التدفئة بواسطة الكهرباء، وذلك بعد الارتفاع الحاد لأسعار السولار والحطب في السنوات الثلاث الأخيرة، وخاصة في السنة الحالية. فالمواطنون يتحدثون عن تركيب حوالي 300 مكيف هواء يعمل على الكهرباء في البلدة خلال الأشهر الماضية، وأن ذلك فاقم من المشكلة، ولعله كان السبب وراء انقطاع التيار الليلة، حيث أن الطقس بارد ومعظم المواطنين لم يشغلوا أجهزة التدفئة التقليدية بعد، والتي تعتمد على السولار والحطب، لذلك بادروا إلى تشغيل مكيفات الهواء لتدفئة بيوتهم، فلم تتحمل الشبكة ذلك، ما أدى إلى الانقطاع المتواصل في التيار.
ويبدو أن المسؤولين في المجلس المحلي تنبؤا إلى ذلك، فقام المجلس مساء اليوم بتوجيه نداء إلى المواطنين عبر مكبرات الصوت، طالباً منهم عدم تشغيل المكيفات الهوائية أو الغسالات والنشافات، والاكتفاء بتشغيل الأجهزة الكهربائية الضرورية فقط. ويبدوا أن ذلك قد نفع، إذ عاد التيار الكهربائي ولم يسجل انقطاع إضافي هذا المساء.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو هل هناك نية لدى المجلس المحلي لإصلاح الخلل قبل قدوم الشتاء، أم أن على المواطنين التزود بمولدات كهرباء وشموع وقناديل، استعداداً لشتاء معتم؟ّ! سؤال لن يطول الانتظار للإجابة عليه.

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا